ليلة أخرى من المتعة والإثارة ستكون متاحة أمام عشّاق المستديرة ومتابعي قنوات الجزيرة الرياضيّة حين يلتقي مساء اليوم الجمعة فريقا العاصمة الإسبانيّة ريال وأتلتيكو في نهائي مسابقة كأس ملك إسبانيا لكرة القدم.
وسيكون بث المباراة متوفراً حصرياً على قناتي +2 وHD1 بتعليق الزميلين رؤوف خليف وحفيظ دراجي، كما ستكون المباراة منقولة على +3 بالتعليق الإنكليزي.
التقديم الفني
يأمل ريال مدريد نفض غبار موسم صعب عندما يواجه جاره اللدود أتلتيكو مدريد في نهائي مسابقة كأس إسبانيا لكرة القدم الجمعة على ملعب "سانتياغو برنابيو" في العاصمة.
وتوّج ريال في بداية الموسم بلقب كأس السوبر المحلّية على حساب برشلونة بعد أن خسر أمامه في "كامب نو" 2-3 ذهاباً ثم فاز إياباً 2-1 على أرضه.
لكن بعد ذلك، تقهقر ريال في الدوري المحلّي، إذ حسم برشلونة اللقب نظرياً منذ مطلع العام، ثم خرج من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بوروسيا دورتموند الألماني، لكن الأخطر هو الأزمة التي يعيشها الفريق في كواليسه والتي قد تؤدي على الأرجح إلى عودة مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو إلى تشلسي الإنكليزي وحلول الإيطالي كارلو أنشيلوتي المتوّج مع باريس سان جيرمان بلقب الدوري الفرنسي بدلاً منه.
وكان الاتحاد الإسباني عدّل موعد النهائي من السبت 18 إلى الجمعة 17 أيار/مايو على ملعب "سانتياغو برنابيو".
وطلبت شبكة "تي في أي" الناقلة للمباراة في إسبانيا تغيير الموعد الأساسي لتفادي تضاربه مع مسابقة "يوروفيجن" الغنائي الذي يجلب نسبة حضور كبيرة للشبكة.
وكان ريال قد طلب إقامة المباراة على ملعب "كامب نو" الخاص بنادي برشلونة الذي يتّسع لـ98 ألف متفرّج، فيما فضّل أتلتيكو خوض اللقاء على ملعبه "فيسنتي كالديرون" الذي يتّسع لـ55 ألف متفرّج.
لكن الاتحاد المحلّي ارتأى إقامتها في مدريد بما أنّ الفريقين من العاصمة، وعلى ملعب ريال الذي يتّسع لثلاثين ألف متفرّج إضافي عن ملعب أتلتيكو.
واللافت أنّ أتلتيكو لم يفز في آخر 25 مواجهة مع ريال مدريد، ويعود تفوّقه الأخير إلى تشرين الأول/أكتوبر 1999 بنتيجة 3-1 على ملعب برنابيو، في موسم هبط فيه "كولتشونيروس" إلى الدرجة الثانية، وعندها كان مورينيو مترجماً للمدرب الإنكليزي بوبي روبسون في سبورتنغ لشبونة البرتغالي.
وستكون المرة الخامسة التي يلتقي فيها الجاران في النهائي، فتوّج أتلتيكو ثلاث مرات وريال مرةً واحدةً.
ويعود النهائي الأخير بينهما إلى عام 1992 عندما فاز أتلتيكو فريق الطبقة العاملة في جنوب العاصمة على ملعب "برنابيو" الواقع في المنطقة الغنية في مدريد بهدفي لاعب الوسط الألماني برند شوستر الذي انضم إلى أتلتيكو (1990-1993) من ريال مدريد (1988-1990) قبل أن يدرّب الأخير لاحقاً (2007-كانون الأول/ديسمبر 2008)، والجناح البرتغالي باولو فوتري.
ويخوض ريال مدريد النهائي للمرة الثامنة والثلاثين في تاريخه وفاز بـ 18 لقباً حتّى الآن آخرها عام 2011، فيما توّج أتلتيكو مدريد باللقب 9 مرات آخرها عام 1996.
لكن أتلتيكو لا يمكنه أن يخجل من أرقامه، خصوصاً أنّ ميزانية الفريق الملكي بلغت هذا الموسم 517 مليون يورو مقابل 123 مليون لأتلتيكو.
ولا يشكّل اللعب على أرض ريال مدريد مشكلةً لجاره في الكأس إذ فاز أتلتيكو 8 من تسع مرات على أرض ريال مدريد، 3 مرات منها على حسابه أعوام 1961 و1962 و1992.
والتقى الفريقان مرتين هذا الموسم في الدوري المحلّي وفاز ريال مدريد ذهاباً بهدفين نظيفين للبرتغالي كريستيانو رونالدو (16) والألماني مسعود أوزيل (66)، وإياباً بهدفين لخوانفران (13 خطأً في مرمى فريقه) والأرجنتيني آنخل دي ماريا (63) مقابل هدف للكولومبي راداميل فالكاو غارسيا (4) في 27 نيسان/أبريل الماضي.
وقال البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي أعاد الاعتبار لريال ومنحه بطاقة التأهّل من ملعب "كامب نو" بعد أن قاده إلى اكتساح غريمه ومضيفه برشلونة حامل اللقب 3-1 في إياب الدور نصف النهائي وذلك بعد تعادلهما ذهاباً 1-1 حارماً إياه من بلوغ النهائي للمرة السادسة والثلاثين في تاريخه المتوّج بـ26 لقباً (رقم قياسي): "ستكون مباراةً غريبةً لأننا نلعب على ملعبنا والجمهور سيكون متساوياً، فلنأمل أن يفوز الفريق الأفضل، إذا قدّمنا مستوانا المعهود سنحرز اللقب".
من جهته، يعيش مورينيو آخر أيامه مع ريال مدريد على رغم قيادته إلى لقبي الدوري العام الماضي والكأس عام 2011 وإلى نصف نهائي دوري الأبطال في المواسم الثلاثة الماضية، إلاّ أنه دخل في مشكلات عديدة مع لاعبيه، أبرزهم الحارس الدولي وقائد الفريق إيكر كاسياس، إذ وضعه على مقاعد البدلاء لمصلحة الحارس الجديد دييغو لوبيز، وامتد الوضع إلى لاعبين آخرين بينهم مواطنه المدافع بيبي الذي ضاق ذرعاً بمشاركة الفرنسي الشاب رافائيل فاران على حسابه، على حدّ قول مورينيو.
وستكون الخسارة أمام أتلتيكو ضربةً مؤلمةً لمورينيو، وما سيزيد عليه الأمور صعوبةً إصابة فاران وإجرائه جراحة في ركبته.
والأسوأ من ذلك أنّ مورينيو في حال خسارته سينهي موسمه لأول مرة منذ 10 مواسم دون لقب كبير (بطولة قارية أو دوري محلّي أو كأس محلّية)، إذ تبدو خزانته مدجّجةً بالألقاب مع بورتو البرتغالي وتشلسي الإنكليزي وإنتر ميلان الإيطالي وريال مدريد.
على الطرف الآخر، تتركّز الأنظار على مهاجم أتلتيكو الكولمبي راداميل فالكاو غارسيا، صاحب 28 هدفاً في الدوري، الذي يتردّد أنه سينتقل إلى موناكو الفرنسي.
وقال خوانفران لاعب ريال مدريد السابق: "أنا مقتنع بأننا سنفوز، أسلحتنا خدمتنا طول الموسم، هذا الفريق يملك استراتيجيّةً محدّدةً وندرك جيّداً متطلّبات الفوز".
وتتمحور قوّة الفريق في دفاعه، وهو الأفضل في الليغا الإسبانية.
وخاض مدرب الفريق الأرجنتيني دييغو سيميوني النهائي الأخير للفريق في الكأس عام 1996، وهو أعاد إحياء الفريق بفوزه بالدوري الأوروبي وبكأس السوبر الأوروبية الموسم الماضي ومنافسته برشلونة على صدارة الليغا مطلع الدوري، قبل أن يحتل راهناً المركز الثالث المؤهل مباشرةً إلى مسابقة دوري الأبطال الموسم المقبل، لكنه يدرك أنّ الفوز على ريال مدريد في نهائي الكأس سيكون الأهم في مسيرته مع أتلتيكو
Post a Comment